رؤية الـ מולטיברסיטה
نفخرُ دائمًا بالنّسيج الفريد للهيئة الطّلّابيّة الّتي اختارت الدّراسة في جامعة حيفا. نحنُ نؤمن إيمانًا قويًّا، في المكان الّذي يتواجد به يهود، عرب، دروز، متديّنون، علمانيّون، قادمون جدد ورجال الأمن، ففيه يتمّ توسيع المعرفة لنكبر معًا في هذا المكان، فتحدث المعجزات.
بالرّغم من إنجازاتنا في المجال العلمي، إلّا أنّنا نفتقر حاليًا إلى مجالات أساسية مثل الهندسة بأنواعها المختلفة، فضلاً عن مجموعة واسعة من علوم الحياة التي تُبحث وتُدرس في المؤسسات الأكاديمية الأخرى. علاوةً على ذلك، المنافسة في الميدان الأكاديميّ في داخل إسرائيل وخارجها، والثّورة الأكاديميّة في السّنوات الأخيرة، تحدّت النموذج القائم وبيّنت الحاجة بإجراء تغييرٍ أساسيٍّ.
لذللك، علينا إجراء التّغيير، إذا أردنا مواكبة العلم. علينا توسيع تخصّصاتنا، بالتّوازي مع الانتقال تدريجيًّا إلى أبحاث من نوع (Problem-Based Research) الّتي تدمج طواقم البحث من ثقاقات أبحاث متعدّدة. نقترح إعادة تعريف أطر التّفكير والعمل يما يتلاءم مع جامعة حيفا ويميّزها.
في الطّريق إلى ثورة الـ מולטיברסיטה
يتمّ تحديد السّبع الجامعات البحثيّة في إسرائيل وفقًا لموقعهم الجغرافيّ. ترتبط مُعظم الجامعات بنقطة معيّنة، ترتكز على حرم جامعيّ كبير ومركزيّ. بخلاف الوضع القائم، نحنُ نقترح هُنا أنّ تتوسّع جامعة حيفا وتصل حتّى الحيّزالمحلّيّ البلديّ، من أجل تحقيق هدفها على أكمل وجه. بواسطة الاندماج في الحيّز البلديّ والمحليّ، نستطيع عرض حلول للقضايا الاجتماعيّة، التكنولوجيّة والثّقافيّة المُلحّة في القرن الـ 21. جامعة متعدّدة الأحرام تستطيع التّأثير من ناحية ثقافيّة واجتماعيّة-اقتصاديّة على بيئتها، وخلال ذلك تستطيع كسب إيجابيّة علميّة المعتمدة على حل مشاكل حقيقيّة وواقعيّة. نُطلق على هذا النّموذج لقب “מולטיברסיטה.”
الـ מולטיברסיטה هي رؤية عالم، تتمركز حول إزالة للحدود داخل وخارج الحيّز الأكاديميّ.
الـ מולטיברסיטה كشبكة تعُجّ بالحياة، تخلق علاقة بين التّخصّصات القائمة والجديدة، تُتيح الوصول إلى التّعليم العالي، وتعزّز التّعاون بين الأكاديمية والأشخاص. نُحن نعرّف أنفسنا وفقًا لما وما نتضمن بداخلنا، وليس وفقًا لما وما نتوقّع من الأشخاص من حولنا.
مهمّتنا الأساسيّة إيقاظ الإلهام بداخلنا نحو البحث والتّدريس. شبكتنا التّفاعليّة – الماديّة والافتراضيّة – للتّدريس، للتّعليم والبحث، تُتيح لنا إيجاد حلول إبداعيّة مُبتكرة للقضايا المُلحّة الّتي تواجه البشريّة في القرن الـ 21. نظرًا للحاجة للتّكيّف مع التّغييرات السّريعة، يجب على الجامعة تغيير بنيتها الأكاديميّة والفيزيائيّة، مع تطوير القدرة على الاتّصال بين الأشخاص والتّخصّصات الدّراسيّة.
الهندسة المعماريّة للجامعة الجديدة هي شبكيّة وتضمّ تخصّصات محلّيّة قائمة على بوابات مختلفة، وتُعزّز العلاقة البحثيّة متعدّدة المجالات. بشكلٍ مثاليٍّ، يتواصل الطّلّاب وأعضاء الهيئة التّدريسيّة بحرّيّة تامّة وشكلٍ منتظمٍ داخل الحرم الجامعيّ، بين الأحرام الجامعيّة وأيضًا بين الأحرام الجامعيّة وبين الحيّز البلديّ والمحلّيّ. يتمّ كل ذلك، بشكلٍ فعليٍّ وبوسائل حقيقيّة مطوّرة تدعم التّواصل ونقل معطيات بسرعة، دون أن يٌفقد الاتصال المباشر مع الجامعة.
إنّ أهمّ عنصر تنظيميّ في نموذج الـ מולטיברסיטה هو الحرم الجامعيّ، كنقطة دخول إلى الحيّز الفكريّ. سيصبح الحرم الجامعيّ مركزًا للأنشطة الأكاديميّة يدور حول محور متعدّد المجالات. في العالم المثاليّ، يستند كلّ واحدٍ من الأحرام على نقاط دعم الأحرام الأخرى، ويتصرّف وفقًا للإيجابيّات الكامنة فيه. في الوقت نفسه، كلّ واحدٍ من الأحرام يشكذل جزءًا لا يتجزّأ من “الحرم الجامعيّ الأم” الواقع على جبل الكرمل.
حتّى الآن قُمنا بتعيين المواقع الأكثر ملاءمة لإقامة الأحرام بها، نحنُ نتقدّم بدعمٍ من الجهات الأكاديميّة والإداريّة ذات صلةٍ داخل الجامعة، نحو تحقيق الرّوية، كما هو بيّن في الرّسم أدناه:
التّعاونات العديدة الّتي توفّرها الـ מולטיברסיטה تثشكّل الرّؤيا الّتي عتمد على أربعة أحجار أساس:
- تعزيز القيادة العلميّة والاجتماعيّة
- معالجة القضايا المُلحّة في سلّم الأولويّات القوميّة
- تعزيز الخبرة الحاليّة
- جعل جامعة حيفا كوكيل تغيير لبلدة حيفا، شمال البلاد ودولة إسرائيل
حتّى عام 2025، نأمل إلى إكمال عمليّة تأسيس الـ מולטיברסיטה بواسطة إنشاء شبكة من الأحرام الجامعيّة وفقًا للتّقسيم التّالي: حرم الكرمل الجامعيّ (الحرم الرّئيسيّ الأكاديميّ والإداريّ للجامعة)، حرم البلدة الجامعيّ (المدرسة لعلوم البيانات والديجيتال)، حرم لعلوم البحريّة (يُركّز جميع مجالات البحث والتّدريس البحريّة)، حرم لدراسات الهندسة (في كرمئيل)، حرم لعلوم الصّحّة – برج “התגליות” على اسم הלמסלי (بالتّعاون مع مشفى رمبام، حيثُ سيتمّ تركيز المختبرات الشّبه طبّيّة)، وحرم جامعيّ بحثيّ في شنغهاي (ECNU). كلّ ذلك سيتمّ مع المحافظة على مكانة الحرم الجامعي في الكرمل، كحرم مركزيّ وأساسيّ لجامعة حيفا.
لا يوجد لدينا أدنى شكّ، أنّ الإنشاء والعمل الحكيم للنّظام المُقترح، سيزيد بشكلٍ كبيرٍ قدرتنا على تجنيد طلّابنا لجميع الألقاب، تحديدًا اللّقب الأوّل. كما سيعمّق تنفيذ هذا الاقتراح بصمتنا العلميّة، ويتيح لنا إمكانيّة التّطوّر وتأسيس منظومة علاقات تعاضديّة مع البيئة. وبهذه الطّريقة نقترحُ إنشاء تمييز للأفضل، تأثير طويل المدى على منظّمة التّعليم العالي واعتراف أكاديميّ على المستوى المحلّيّ والدّوليّ.
للتّلخيص
الـ מולטיברסיטה مُتاحة ومتوفّرة للجميع. لدينا إيمان مُطلق بعدم تهميش المكان الجغرافي لجامعة حيفا. مكانُنا والنّسيج البشريّ هُما مصدر لثروةٍ كبيرةٍ من الإمكانيّات. اليوم، في الحُقبة العالميّة، هنالك فرصةٌ ذهبيّةٌ لإنشاء ” شعور انتماء جديد”، وبالتّالي بناء نوع جديد من الشّخصيّة – مرنة وحسّاسة أكثر للبيئة. في مقدرونا عرض حلولٍ رائعة متعدّدة المجالات لشاكل الحاضر والمستقبل، وعلينا فعل ذلك بحذرٍ وجرأةٍ في نفس الوقت.
نُسجّل هذا العام رقمًا قياسيًّا في تجنيد الموارد. نعتبر هذا الإنجاز بمثابة تصريحٍ للولاء والثّقة من شركائنا، وإيمانهم بقدرتنا على خلق غدٍ أفضل للجامعة. سنستمر ببذل قصارى جهدنا علّها تُبشّر بحلول يومٍ جديدٍ.
تحيّاتي،
بروفيسور رون روبين
رئيس جامعة حيفا